في كتابه *سارق الكحل* يقدم يحيى حقي مجموعة من القصص القصيرة، أهمها القصة التي اقتبس منها عنوان الكتاب؛ ومن أجمل أجزاء هذه القصة اللحظات التي يتأمل فيها الرواي معايشته لشخصيته الحقيقية ولشخصيته المتقمصة في نفس الوقت، مما يدفع إلي تأمل هذه الظاهرة ويساعدنا علي التعرف علي العلاقة بين القاص والناقد وكيف أن الحدود بينهما كانت تتلاشي في كتابات يحيى حقي ولا نعرف أيا منهما يسبق الآخر. وربما يرجع الأمر إلى سيطرة النقد والسخرية على شخصية حقي قبل أسلوبه.